بسم الله الرحمن الرحيم
قرأت تغريدة أعاد أحدهم تغريدها، مفادها السخرية من فتاة أعتبرها من أهل الكوميديا، إذ توهم الناس بعلم يسمى: "الذبذبات"، وهو باختصار: أنك تستطيع الحصول على كل شيء تريده عن طريق إرسال ذبذباتك له، لهذا أعتبر الفتاة كوميدية.
لست بصدد الحديث عن الذبذبات، لأن ذبذباتي حاليا غير مستقرة وقد تؤذي أحدا بغير قصد، لذا سأحوّل محور الحديث إلى من كتب التغريدة التي أُعيدَ تغريدها لتصل إلي، لأنه أهل للسخرية، وأعتبره "نكتة" غير مضحكة نهائيا.
علّقت على كلامه قائلا بما معناه: "أحدهم سخر من ذبذبات فلانة كايزن، واتهمها بالاحتيال على الناس، وبيع الأوهام لهم، ونسي الرخص الذي يبيعه للناس باسم: هندس كذا وكذا، وسيتحفنا قريبا بورشة تدريبية بعنوان: "هندس نصبك".
رد علي أخونا في الله بادعائه تقبل نقدي بصدر رحب، ووجه لي دعوة شفهية (أو تويترية بمعنى أدق) لحضور أقرب ورشة من تقديمه مجانا، وإلى الآن لم أتلق الدعوة الرسمية التي مضى عليها أكثر من سنة.
أسهبت كثيرا بانتقاد الدورات الرخيصة، وكشفت –بفضل الله- كذب كثيرا من مدربي الرخص، لذا لن أطيل الحديث عمن لا يستحق، إذ هم كالكلاب الذين يعوون، فلو ألقمنا كل واحد منهم حجرا، لأصبح الصخر مثقال بدينار، كما يقول الشاعر.
المشكلة التي نعاني آثارها أننا نرى الكثير من النكرات يستنكرون عمل نكرات مثلهم، فهذا يضرب ذاك، وذاك يتهم هذا، وضاع بينهما جمهور كل منهما.
عادة لا أكون متحيزا لطرف، فالنكرات لا تستحق الدفاع عنها، وقناعتي التي تتزحزح هي أنهم شيء مؤقت سيزول، لا نحتاج للتعامل معهم سوى للسكوت عنهم، فأفعالهم باطلة، وحججهم واهية، وأساليبهم مكشوفة، وكل كلامهم مردود عليه بالأدلة الدامغة.
ما دفعني لانتقاد نكرة الهندسات هو أنه يتبع مثل منهج الاستخفاف بالعقول الذي يتبعه غيره، لكنهم لم يسلموا من شره، فاستغل شهرته بين المساكين لضرب مشهور آخر بين مساكين آخرين، وكأنه يريد لمساكينه أن يقنعوا مساكين غيره لينضموا إليهم، فيزداد عدد مساكينه، ويزداد المخدوعون بهذيانه، وتزداد أسعار ورشه ودوراته، وأخيرا.. يتضخم رصيده في البنك، فيبحث عن مساكين أغنى منكم، وتبحثون أنتم عن (صائد مساكين) جديد يخبركم بقدرتكم على التحدث أمام الجمهور، مقابل أن تدفعوا لهم مبلغا معينا.
أحب الكتابة، وتخصصي الجامعي هو علم النفس، فانتظروا مني ورشة تدريبية بعنوان: (نفّس كتابتك)، أو (سكلج* حياتك).
لكنني أخشى أن يأتي إليّ مخادع منافس فيسخر مني..!! إن فعل ذلك فإني سأدعوه أمام الناس لحضور الورشة مجانا، ولن أكون جادا، بل هي –كما يسميها المصريون- (عزومة مراكبية)، فهذه طريقة المحتالين للظهور أمام الناس بمظهر لائق.
أقول، إن بُليت بأمر مشين، ورأيت غيرك يقوم بمثله، فلا تنكر عليه وتستمر أنت، بل سر معه بنفس الخط صامتا، أو تُب إلى ربك واترك ما أنت عاكف عليه، ثم انصح غيرك، أو اسخر منه، لك الخيار وحدك، والأمر عائد لتربيتك ودينك.
النقد متاح للجميع، والأهداف من ورائه تختلف، ليتك يا صاحب النقد تُحسن توجيه سهامك، وتجعلها للإصلاح لا الانتقام، فإن الكريم لا ينتقم ولو أتيحت له الفرصة، وكن على يقين أن مهندسي الحياة ومذبذبيها مساكين، أصابهم الله بمرض النقص وحب الشهرة، وأدعو الله أن يشفيهم، وما انتقادي لتلك الفئة إلا للتحذير منهم، ومحاولة تصحيح مسارهم، والله الموفق.
*سكلج: لا معنى لها، ذكرتها للتندّر، وهي مشتقة من معنى (علم النفس) بالإنجليزية (سايكولوجي Psychology)، وهي على وزن: هندس.
سعد المحطب
23-2-2014
23-2-2014
Twitter: @Saad_ALMohteb
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق