الأحد، 9 فبراير 2014

الرجل مرزوقة

بسم الله الرحمن الرحيم

وُلدت في عام 1987، وهذا يؤهلني لاستحقاق لقب: "الطيب"، لأنني من جيل ثمانينيات القرن الماضي، وهو ما يُسمى بجيل الطيبين.

أذكر أني قبل إتمام العقد الأول من عمري، كنا نتابع مسلسلا خفيف الظل، نترقبه ظهر كل يوم، مسلسل يُدعى "قاصد خير"، وكانت من شخصيات المسلسل مطربة أفراح "طقاقة"، اسمها (مرزوقة سيسم).

مضت الأيام سريعة، وبدأت العقد الثالث من عمري، وكعادتي السنوية فإني لا أفوّت على نفسي فرصة زيارة معرض الكتاب، سعدت يوم رأيت شبابًا من الجنسين بعمري وأصغر (جيل الاحتلال) يقفون أمام مؤلفاتهم لعرضها وتسويقها، وكنت أشتري الكثير منها لتشجعيهم، وأيضًا ليقيني أني سأقف مثل وقفتهم تلك عاجلًا غير آجل بإذن الله.

أحد مدّعي الكتابة صنع أمرًا عجبًا، فلقد استطاع أن يمزج بين شخصيتَيْ الشاب (في بطاقته المدنية) وشخصية الفتاة في تصرفاته، فطرتي السليمة أصيبت بالاشمئزاز من منظره، فابتعدت عنه كي لا أنظر في عينيه العسليتين اللامعتين جدًا، رغم شدة سمرته المقتربة من السواد، أي أنه يستحيل فيزيائيًا أن يكون هذا هو لون عينيه الطبيعي، ولو أطلت نظري لعينيه لضحكت.

حين وصلت لمنتصف العقد الثالث، وقّعت عقدًا مع إحدى دور النشر الأكثر انتشارًا والأذيَع صيتًا، ووقفت في معرض الكتاب كالذين كنت أشتري كتبهم تشجيعًا، وإن الله لذو فضل على الناس، إذ لقيت من تشجيع الناس ما فاق أمنياتي.

أثيرت فطرتي مرة أخرى، فقام الاشمئزاز بدوره على أكمل وجه، وأصاب نفسي ونفس كل صاحب فطرة سليمة بمقتل، إذ أن عدد (مزدوجي الجنس) ازداد بشكل رهيب، ويظهر ذلك من طريقة تسريحاتهم، ومن أسلوب أحاديثهم، وعناوين كتبهم، وأخيرًا.. من جمهورهم الأنثوي المنحرف.

قرأت لزميلة تغريدة تكلمت فيها عنهم –أو عنهن- فأثارت شجوني بالذكرى التي أحيتها بتلك التسمية، ونالت تأييدي على ما قالت ووصفت، وصرت أسميهم كما تفعل هي: مرزوقة.

تذكرت زمان (الطيبين)، وكيف كانت تُعامل فئة (المرزوقات)، وكيف كانوا منبوذين لا يُؤبه لهم، بل إنهم كانوا مُحتقرين أينما حلوا، ومحل سخرية كل من رآهم أو سمع بهم.

ترحّمت على ذلك الزمان الطيب، ونفضت يديّ من زمان بات يُكرم من ليسوا أهلًا بغير ضرب النعل على وجوههم، فصاروا يفاخرون بأنوثتهم المكتسبة من بيئاتهم النجسة التي لم تحسن تربية أحد منهم، فأخرجت لنا مسوخًا لا يُعرف لها أصل، ولسنا نعلم إن ماتوا أنكفنهم بثلاثة أكفان (كالرجال) أم بخمسة (كالنساء)..!! أو ربما يُتركون جيفًا تُرمى للكلاب والذئاب، لست أدري.

أعلم أنهم سيتمادون فيما هم فيه، وأعلم أنهم (موضة) ستنتهي قريبًا، فلا داعي لأعطيهم أكبر مما يستحقون من الاهتمام، لكني يؤسفني أن أعلمهم أن انتهاء حقبتهم سيتلازم مع امتلاء جيوبهم بأموال المراهقين فكريًا من خُدع بهم وروّج لتفاهاتهم.

كلامي هذا دعوة مني صريحة لكم يا من بيدكم إنهاء صرح من الرمال بُنيَ لنكرات أسموا أنفسهم كتّابًا، مزقوا كتبهم الإباحية، وقاطعوا قراءة مهازلهم الأدبية، ولا تأبهوا لضخامة تسويقهم، فالمنتج الجيد يحتاج لتسويق عظيم للتعريف فقط وليس للترويج، فعليكم بمن يحترم عقولكم من النساء والرجال فقط، وليس من كان مذبذبًا، لا إلى هؤلاء ولا إلى هؤلاء.

سعد المحطب
9-2-2014
Twitter: @Saad_ALMohteb

هناك تعليق واحد:

  1. صباح الخير ..

    سبق وناقشتك في هالموضوع ..

    وقلت لك عن بوست لمدون مختص ..

    http://www.tss2.com/2010/12/blog-post.html#.Uz4DT_mSwzQ

    أرجو لك الإفاده ..

    تحياتي ..

    ردحذف