الجمعة، 13 يونيو 2014

كل صيحة عليهم

بسم الله الرحمن الرحيم

كتبت إحداهن سؤالا في تطبيق الـ (WhatsApp) في المجموعة المخصصة لنا -كتّاب وأشباه كتّاب- تستفسر عن طريقة حساب عدد الصفحات، في نفس اللحظة كان قد جاءني الإلهام لكتابة تغريدة في (تويتر)، قلت فيها: "أشباه الروائيين المرضى يكتبون لمجرد حشو الصفحات بهذيانهم، والدليل أنهم يحسبون عدد الصفحات، ويقررون أن (رواياتهم) ستكون بعدد كذا وكذا من الصفحات"، انتهى كلامي.

حقيقة، أنا لم أتعمد الحديث عنها، ولم أقصدها بتاتا، لكنها أصرت أنني أعنيها وأهاجمها، خاصة بعد أن أشعلت إحدى المريضات فتيل الأزمة، وشاطرها بذلك (الأخ مرزوقة) -كما أراد أن يفهم- فهوجمت وعوديتُ عدوانا ثلاثيا، مع مناوشات ومساعدات من أطراف كان يفترض بها اتخاذ الحياد حتى يتبين لهم الحق، لكن تعصبهم أعمى بصائرهم، وعميت قلوبهم.

فوجئت بالهجوم اللاذع علي، إذ فيه شتم صريح وتقليل من قيمة ما أكتب، وقيل في حقي كلاما لا يصدر إلا من حمقى متطفلين على الأدب، لأنه خال تماما من كل أدب، فكان ردي عليهم بما هم أهله، ونزلت لمستوى متدّن ليفقهوا ما أقول، ثم عدت للصعود لمستواي فلم يفقهوا، وإني -والله- أقول الحق، لأنني حين كتبت تغريدة قلت فيها: "لعن الله المتشبهين من الرجال بالنساء، والمتشبهات من النساء بالرجال، يحسبون كل صيحة عليهم، في قلوبهم مرض فزادهم الله مرضا"، لم يعلم منهم أحد أنني قصدت المهاجمين الثلاثة..!!

ثم قلت في وصفهم كلاما يليق بهم، لكنني قلته بأسلوب عام دون تخصيص، ففهموا أنني أعنيهم، فقاموا بتصوير التغريدة وتناقلوها بينهم للتأجيج ضدي، ونجحوا فيما أرادوا، فهنيئا لهم، لأن المثل الشامي يقول: "اللي على راسه بطحة يحسس عليها"، هنيئا لكم بطحتكم.

لم أهتم بكلام مزدوج الجنس حين قال: "من هو سعد؟ سمعت باسمه لكنني لا أعرفه"، لأنه يعرفني حق المعرفة، ويذكر أنه شتمني علنا في (تويتر) بالأمس القريب، إلا أن العزة قد أخذته بالإثم، تماما كما حدث لهشام بن عبدالملك حين رأى زين العابدين بن علي، فقال: "من هذا؟"، فرد عليه الفرزدق بقصيدة طويلة، من أجمل ما جاء فيها، قوله: "وما قولك من هذا بضائره"، وكذلك أنت يا من ادعيت عدم معرفتك إياي، فقولك ليس بضائري في شيء.

أنا أكتب المقالات منذ سبع سنوات تقريبا، في المنتديات ثم المدونات، وأخيرا في كتاب، وإن أحدا لو غمز ولمز عني دون التصريح باسمي أو اسم كتابي، فإنه لن يحرك فيّ شعرة، لماذا؟ لأنه لم يقصدني، بل قصد شخصا تنطبق أغلب صفاته علي، ولا أعرفه، هو يتكلم عن شخص له كتاب فاشل، إذن فهو لا يعنيني، لأن كتاباتي لم تفشل لحظة واحدة، بل نجحت وحاربت بها كتب الإباحية التي نرى منها الكثير.

أما النكرة الذي يحسب كل صيحة عليه، فإنه إن كان رجلا، ثم أتيت لتوجه نقدك بشكل عام لرجل لم تذكر اسمه، سيقف صديقنا في وجهك، وربما يرد لك الشتم، أتعلم لماذا؟ لأنه عديم الثقة في نفسه، ويظن كل هجوم على أفراد يشتركون معه -ولو في صفة واحدة- هجوما عليه، إذن فالحرب والشتم هما الحل الآن.

والذي في قلبه مرض أرجو له الشفاء، فإنه أصيب في مقتل بمستشفى حكومي غير مؤهل لاستقبال المرضى من أمثاله، ولن يشفى إلا بمعجزة إلهية تعيد له توازنه وعقله، إذ من المستغرب أن يطردك أحدهم من بيته، ويراك يوميا تحوم حوله، وتراقب زوايا المنزل بدقة متناهية كأنه بيت حبيب أو قريب، وهذا التشبيه ينطبق على من ينال حظرا في وسائل التواصل الاجتماعي، فما ينفك يراقب ويراقب، فقط ليجد زلة ضد من أذله، وحين يجدها يتصرف بفرح كفرح الخوارج حين علموا أن سيدنا عثمان بن عفان لم يحضر بيعة الرضوان..!! فناداهم سيدنا عبدالله بن عمر، وأخبرهم أن بيعة الرضوان في الأصل هي لعثمان، وأن رسول الله صلى الله عليه وسلم وضع يده فوق يده الأخرى، وقال: "هذه عن عثمان"، فأصحاب النفوس المريضة هم كالخوارج، يبحثون عن الزلل لينمو بها الحقد في صدورهم، فيزدادوا مرضا على أمراضهم، إلى أن يموتوا في غيظهم موت الكلب في الصحراء، إذ لا ينتبه له أحد.

سعد المحطب
13-6-2014
TWITTER: @Saad_ALMohteb

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق