الثلاثاء، 17 أغسطس 2021
حاربوا الفساد بالرقص
السبت، 2 يناير 2021
التغريبة الطاشية
التغريبة الطاشية
تميز
عام (1993) بأنه عام صار لي فيه أخ أصغر لأول مرة، أما عام (2011) فهو العالم الذي
لم يعد فيه هذا الأخ الأصغر طالبًا عندي في المدرسة، والفترة ما بين مولده إلى
تخرجه من الثانوية هي ذات المدة التي ظهر فيها مسلسل تهريجي سعودي، يسمى (طاش ما
طاش)، بأجزائه الثمانية عشر.
في كل شهر رمضان كنا نتسمر أمام الشاشة نتابع
حلقاته، كنا نتوق لما يضحكنا ولو كان تهريجًا، لا أنكر أنهم أضحكونا باقتدار، ولا
يكاد شخص يجهل الشخصيات المتعددة التي لعبها المهرّجان الشهيران (ناصر القصبي وعبدالله
السدحان)، فمن لا يعرف (فؤاد قلّي)، أو (أبا زنيفر)، ومن لم ترسخ موسيقى حلقة
السفر بالسيارة بذهنه..!!
جميع أجزاء ذلك المسلسل احتوت على
إسقاطات تخص في الغالب المجتمع السعودي، هم يتفاعلون معها لأنها تمسهم، أما نحن في
الدول الأخرى؛ فلا يكون منّا سوى الضحك، وقليل من المعرفة لبعض أحوالهم بناء على
ما نراه منهم، إذ أن غالب نقدهم يخص مجتمعهم.
في كثير من المرات تجاوزوا المجتمع،
وبدأوا بالتعرض للدين، واتضح فكر القائمين على المسلسل، الفكر الحاقد على كل ما هو
إسلامي أو محافظ، فأساءوا للمتدينين ذهابًا وإيابًا في كل أجزاءهم، تصريحًا
وتلميحًا، لم يمنعهم من ذلك مانع، ولم يقف في وجوههم أحد من ذوي النفوذ ليوقفهم،
فتارة يظهرون المتدين زير نساء، وأخرى متاجرًا بالدين، وأحيانًا يكتفون بإظهاره
بمظهر الغبي والأحمق، أما أكثر ما يفعلونه فهو أن يظهر المتدين متسلطًا ومتعنتًا،
لا تعرف الابتسامة طريقًا إلى وجهه، ووضعوا لهم لباسًا موحدًا، شماغًا بلا عقال، ثوبًا
يصل لأسفل الركبة بقليل، يلبس العباءة (البشت)، ويمسك بيده سواكًا، وكأن هذه
الهيئة ركن من أركان الالتزام الديني.
لم يدّخر القوم شيئًا يهاجمون به الدين،
استخدموا جُلّ أسلحتهم، حتى رأينا -عيانًا- كيف تم تهميش رجال هيئة الأمر بالمعروف
والنهي عن المنكر، بعد ذلك افتعلوا شجارًا بين قطبي المسلسل لينهوا تلك الشراكة،
فالهدف الأساسي تحقق بفضل الشيطان، ثم بجهود التهريج، والآن بعد أن فُتح الباب على
مصراعيه؛ ظهرت مسلسلات لا تمثل المجتمع السعودي الحقيقي الذي نعرفه ملتزمًا
محافظًا يخشى الله تعالى، نحسبهم كذلك ولا نزكيهم على الله.
يحزننا كثيرًا أن نرى مسلسلات هابطة
تُصوّر في بلاد الحرمين، وتُنسب زورًا إلى المجتمع السعودي، ولعل هذا الأمر أحزن
المهرج (عبدالله)، بعد قرابة عقد من الزمان منذ انتهت شراكته مع مندوب إبليس،
المهرج (ناصر)، فنشر تغريدة على (تويتر) يقول فيها:
"تكلمت
كثير، وكتبت كثير أن هناك من يسعى لتغريب الدراما السعودية المحلية تحت مسمى عمل
سعودي جريء!! يُقال هذا مقطع من عمل سعودي محلي.
طالبك
يا رب عسى وقت عرضه تكون أمي وبنياتنا نائمين"
وضع
مشهدًا بعد ذلك ليثبت المقصود بالتغريدة، لكنه من حيث لا يدري أثبت خسّة كان يحاول
أن يواريها، فنفسه الدنيئة غلب طبعها تطبعها، فنشر المقطع الذي يدعو للفساد بحجة
التحذير منه، وكتب يدعو ألا ترى أمه وبناته تلك المشاهد، لكن ماذا عن أمهات وبنات
الناس؟ ألا تمانع أن يشاهدوا المقطع الذي نشرته؟
كان
رجال هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر سدًا منيعًا أمام كثير من المفاسد، فلم
يكن منتج يجرؤ على إنتاج سفالة كسفالة ذاك المسلسل، الذي أتفق مع المهرج بأنه
محاولة تغريب، ولا يمثل مجتمعًا مسلمًا، أما الآن وقد هُمّشوا فالدرب أصبح سالكًا
لكل متردية ونطيحة أن ينتج ما يشاء، وبممثلين لا نعلم من أي أرض أتوا وأتقنوا
اللهجة، فصاروا يُنسبون لهذا البلد أو ذاك، تمامًا كما يحدث عندنا في الكويت، ففي
أغلب مسلسلاتنا لا يكون هناك شيء كويتي سوى اللهجة، والباقي فمن كل بستان زهرة، بل
من كل مستنقع ممثل أو ممثلة.
أقول،
يا أيها المهرج، هذا حصاد تشويه تصدرت للقيام به أنت وزميلك ناقص الرجولة، ولا
أريد تسميته بما هو أهله إكرامًا لمن قد يقرأ، وكما يُقال في المثل الشعبي:
"طبخن طبختيه يالرفلة اكلية"، بقي لي أن أؤمّن على دعائك فأقول:
"آمين"، أرجو ألا ترى أمك ولا بناتك حصاد زرعك طوال عقدين من الزمن، فلا
ذنب لهنّ.
سعد
المحطب
2-1-2021